السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الخلق وخير المرسلين وعلى
آله وصحبه ومن اتبعهم الى يوم الدين اما بعد..
فكما تعلمون ايها الاحبة قد بتنا نعيش وامتنا يسيطر عليها وباء عضال
اسمه الفتنة واظن الفتنة باشكالها المختلفة هي امر لا يحتاج برهان
او اثبات
فهاهي الشعوب تتناحر وها هو الهرج والخسف منتشر وكل هذا توابع فتن
وهاهم الشعوب مفتونين عن دينهم جارين وراء فتنة مال او ولد وهو فتنة حياة
وانظر هناك ترى اخوة بتنازعون في كل امرهم لا فسحة بينهم لقولٍ حق
يقول اتقوا الله في انفسكم وامتكم وكله توابع فتن
وهاهم الناس وضعوا مصالحهم وحبهم لذاتهم اولى اولوياتهم حتى اختفى مع ذلك
حب الخير للعامة والسعي لمصالح الامة التي تشمل بخيرها وهو ايضا توابع فتن
وحتى هنا في منتدانا الحبيب دخلت الفتن وربما من عدة ابوبة
فهل نسينا قول خالق البشر عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم حين قال
(والفتنة أشدُ مِن القتل)
وفي موضع آخر
(والفتنة أكبرُ مِن القتل)
ولا شك تعلمون ماهو القتل وما حكم الله عز وجل فيه حيث قال
(ومن يقتل نفسا بغير ذنب او فساد بالارض فكأنما قتل الناس جميعا)
فانظروا احبتنا مالذي اسبقه الله للقتل في درجة التعظيم
انها الفتنة
لا يخفى احد منكم على ما اعتقد ما انتشر في منتدانا الغالي من فتن بين اخوة
ومن صور الاحزاب والتكتلات والمحسوبية والقذف وصورٌ للشتم ربما بتحفظ
انما لا يخفى قارئها انها شتم
ولا يخفاكم ايضا صور التعصب بعضٌ لبعض ضد بعض آخر كأننا هنا
في حروب باردة او في ساحة يجب ان يوجد بها منتصر وخاسر
ونسي الكثير منا ان اولى اولويات المؤمن هو قول الحق وحسن الخلق
وان لا فضل لعربي عن عجمي الا بالتقوي وهو مقياس رب العزة فما بالنا
وضعنا مقاييس جديدة
وهل نسينا قول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
(ما بال دعوة الجاهلية, دعوها فانها منتنه)
نعم اخوتي في الله انها منتنة مشينة للمسلم وهو الذي يجب ان يقتدي بكل
ما وصله من عقيدته لا بجزء فقط ويترك الباقي
وعليه ان يتقي الله في احكامه التي يطلقها على الآخرين حتى لا يصيب منها فتنة
وعليه ايضا ان يتحلى بالموضوعية وهي اصلا احق ما تكون بالمؤمن الحق
لان المؤمن يؤمن بكلام الله عز وجل ويؤمن بقوله تعالى
(ان بعض الظن إثم)
والموضوعية احبتنا في الله تعني ان نحكم وخاصة بالامور التي تتعلق ببشر مثلنا
على ما نرى ونسمع منهم ونترك ما بالصدور لعالم ما فيها وهو الله عز وجل
وهي ايضا ان لا نتعامل مع من حولنا الا بما عاملونا به ان لم يكن به شر
وإن لم نعاملهم بافضل وهو الخير طبعا
فاين نحن من تلك الموضوعية والبعد عن الفتن فيما هو موجود اليوم بمنتدانا!!!!!؟؟
احبابي في الله
ان الناس نوعان
اما الاول فهو الذي يرد الشر بالخير فيُعلي الخير ويقمع الشر حليم عند الغضب
حكيم عند الفتن لا يعمل الا حبا بالله ولرضاه وحبا لخير الناس لا يضيره قذف
جاهل ولا انتقاص احمق مثَله كمثل الكلمة الطيبة اصلها في الارض وفرعها بالسماء
ولا ننسى
ملئ السنابل تنحني بتواضعٍ والفارغات رؤوسهن شوامخ
وهو نوع الناس الذي لا يحتمل الا اولي الهمة واولي الحكمة
واما النوع الثاني من الناس فهو الذي يرد الشر بالشر فيسود الشر وتنتشر الفتن
لا يتمالك نفسه عند الغضب يغريه حبه لذاته عن التنازل وان كان على باطل
يؤثر خواصه عن حب الحق وحب الله احيانا يكون محقا انما لا يملك حِلما يعينه
على اثبات الحق بل يؤثر علو منطقه عن كبح الفتن
ولا ننسى قول علي كرم الله وجهه
اعجر الناس من عجز عن اكتساب اخوان واعجز منه من ضيع من ظفر به منهم
وهذا النوع من الناس يشمل الكثيييير
ما بين عالم لا خير في علمه واحمق كل الشر بحمقه
طبعا احبتي في الله لست في محل الواعظ لكم فكلم خيرا مني فكرا وعلما
ولست ممن يزايد في علم او معرفة بل ازايد في امر واحد
وهو انني احبكم جميعا في الله
فتعالو ايها الاحبة لننبذ الفتن والكراهية فالمؤمن لا يجتمع في قلبه كره مع حبه لله
ولنكن جميعا من نوع الناس الاول
ولنستعذ بالله من شر النوع الثاني